قف وفكر
مساء الخير ، تعودت أن أطل عليكم كل حين اما لأذكركم ببرنامجي أو لأعلق على قضية ما أِشغلتني وأتعبتني أو حتى لأسطر ما بخاطري وأفضفض عما يجول بداخلي من أراء وأفكار ، من مشاعر وتأملات ، قضايا عديده وأفكار كثيرة ، مشاعر متخبطه أحيانا وواثقه أحيانا اخرى ، وأهم ما اريد أن أركر عليه الان هو غياب التكافل الاجتماعي والأسري فيما بيننا ، وغياب الترابط والتعاضد والتقارب فيما بيننا ، غياب التواصل وغياب المشاعر وغياب الدين ، غياب الأخلاق أو أزمة الأخلاق التي نعاني منها جميعا .
شدني وأغاظني وأربكني وزاد من توتري وصول المئات من المناشدات والاستغاثات للبرنامج برنامج فلسطين الخير " من اسر تتحدث عن فقر مدقع يعانون منه أو مرض مزمن فتك بهم أو حتى من اهمال وغياب رب الأسرة فأصبحوا بين ليلة وضحاها مشردين مهملين لا معيل لهم ، فما الحل ؟ وأين الأسرة الممتدة التي درسنا عنها في المدارس والجامعات ؟ أين أبناء العمومة وأبناء القبيلة وأبناء العشيرة ليمدوا أياديهم لدعم بعضهم البعض ، أين المساجد التي تتغني في خطب الجمعة بتاريخنا المجيد وبقصص الكرم والجود ، أين أولي الأمر منا الذين وجب عليهم التحرك الفوري ومساندة أبناء الشعب ، أين المفكرين والكتاب والأدباء والاعلام ليذكروا ان نفعت الذكرى؟
أين نحن من مسؤولياتنا تجاه من هم أقل حظا منا ؟!
زرت البلاد شرقها وغربها ، مررت بمحافظاتها شمالها وجنوبها ومررت بمدن الضفة وقراها ومخيماتها ، فوجدت وباءا واحدا هتك بأبنائها ، وباء الكسل والاهمال والظلم ، وباء الأنانية وقلة الحياء والدين ، وجدت شبانا ماتت أحاسيسهم ومات انتماؤهم وماتت النخوة منهم ، فيا صلاح الدين أجرنا فلم يبق لدينا سوى ذكراك ومن معك !!
فكر بغيرك ( محمود درويش )
وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ لا تَنْسَ قوتَ الحمام
وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ لا تنس مَنْ يطلبون السلام